<H1>الظلم الرجالي في الطلاق
بواسطة : البلاغ
10 أيار, 2010 | | |
لنعلم جميعاً أن الطلاق عندما جعل بيد الرجل؛ لأن الرجل هو المكلف بالمهر والنفقة، وهو المسؤول مادياً عن المنزل، فناسب بذلك أن يكون الطلاق بيده، وذلك لما يترتب على الطلاق من أمور مادية
كثيرة يتحملها الرجل.
ولا ننسى أيضاً أن الطلاق قد يتم بإرادة الزوجين معاً، وباتفاقهما- وهذا لا إشكال فيه- وقد يتم بإرادة الزوج، والزوجة غير الراغبة في الطلاق، وهنا قضى الشارع الحكيم بصحة الطلاق، ولكن يصير المهر كله للزوجة، ولا يعود للزوج شيء منه ويضاف عليه (متعة) زيادة المهر وجبراً لخاطر المرأة وحسن فراق من الرجل وتستمر النفقة عليها، حتى تنتهي العدة.
وقد يتم الطلاق بإرادة من الزوجة دون الزوج، وينظر القاضي في الأسباب، فإن كانت موجبات هذا الطلب ظلماً أو نشوزاً من الزوج وتعذر الإصلاح فعلى القاضي أن يحقق رغبتها في الطلاق دون أن تخسر شيئاً من مهرها، وكامل حقوقها الشرعية هذا يسمى (الطلاق للضرر).
ويمكن أن نشير إلى نقطة تتعلق بالطلاق، وهي أن المرأة تستطيع أن تجعل الطلاق بيدها ومن حقها وذلك إذا اشترطته في عقد الزواج، فإذا وافق الزوج على هذا الشرط استوت معه في هذا الحق.
تلك أهم مبادىء الطلاق وخطواته في تشريع الإسلام، وكما هو واضح لكل منصف نرى أن الإسلام ضيَّق مجاري الطلاق، وهو لم يشرعه إلا في حال الضرورة علاجاً لأمر متفاقم وحلاً لمشكلة مستعصية، وكما يقولون: آخر الدواء الكي.
أما أن البشر يظلم بعضهم بعضاً، حيث إن بعض الرجال قد لا يوقع الطلاق دائماً وهو معذور أو مضطر، بل قد يفعل ذلك نكاية بالزوجة ورغبة في الإضرار بها، وكثيرا ممن لا يخافون الله يطلقون زوجاتهم لمجرد الرغبة في الإستمتاع بامرأة جديدة، وقد تكون عنده من الأولى أولاد، فيحصل الضياع.. نعم هذا قد يحدث، ولكن لنعلم أن كل نظام قد يساء استعماله، وكل صاحب سلطة إذا كان سيء الأخلاق ضعيف الوازع الديني قد يتجاوز حدوده.. فهذا سوء استعمال لهذا الحق من قبل بعض الرجال، والعيب ليس في تشريع هذا النظام (أعني الطلاق) بل العيب في هؤلاء الرجال الذين أساؤوا استعمال هذه القوامة.
</H1>